دين
علي جمعة: منهج النبي ﷺ في التربية قام على الحوار والقدوة والمواقف الواقعية
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن السنة النبوية الشريفة وضعت منهجًا متكاملًا في التربية والتقويم يقوم على أساليب متنوعة وفعالة تراعي النمو العقلي والنفسي والجسدي للإنسان.
وأوضح جمعة، عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، أن النبي ﷺ استخدم أدوات متعددة في غرس القيم الأخلاقية، حيث نوّع بين الكلمة والإشارة والابتسامة وتعبيرات الوجه، كما حثّ أصحابه على التفكير ومحاسبة النفس، وأقام معهم حوارات عقلانية بنّاءة حول أهداف محددة ومسؤوليات واضحة، مما أسهم في تنمية الضمير الأخلاقي والوازع الديني لديهم.
أساليب تربوية متعددة
وأشار إلى أن منهج النبي ﷺ في التربية شمل:
- الحوار بمختلف أنواعه (الخطابي، التعبدي، القصصي، الجدلي، العاطفي، والإقناعي).
- ضرب الأمثال لتقريب المعاني وترسيخ القيم.
- تقديم القدوة الحسنة في السلوك، مثل الصدق والأمانة والتسامح والشجاعة.
- الممارسة العملية للأعمال الأخلاقية والمشاركة الجماعية.
- استخدام الرياضة في تنمية روح التعاون والتكاتف.
- العظة والتذكير بالثواب والعقاب الأخروي.
- الترغيب والترهيب بذكر نتائج الالتزام الخلقي أو عواقب التفريط فيه.
لغة مؤثرة ومواقف عملية
وأكد جمعة أن النبي ﷺ اهتم كثيرًا بـ الصياغة اللغوية للقيم الأخلاقية، حيث استخدم أسلوبًا بليغًا يجمع بين قوة المعنى ورقة الألفاظ ووضوح الحجة، مع توظيف الأمثال والحكمة والقصة، وهو ما جعل كلماته مؤثرة وراسخة في النفوس، خاصةً وأن العرب كانوا يجلّون البلاغة واللغة.
كما شدّد على أن الرسول ﷺ كان يحسن استغلال المواقف التربوية الواقعية لربط القيم بالأحداث، وهو ما جعل أثرها أكثر رسوخًا وبقاءً في ذاكرة من عاشها أو سمعها.