كشف تسجيل صوتي جديد غير مؤرخ لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، هرتسي هاليفي، عن وجهة نظره حول الأحداث والقرارات التي سبقت هجوم 7 أكتوبر 2023، معترفا بأن المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية لم تتعامل بجدية كافية مع المؤشرات والتحذيرات التي سبقت الهجوم.

وأظهر التسجيل، الذي عرضته القناة 12 الإسرائيلية، هاليفي وهو يشرح لعائلات ضحايا الهجوم كيف تم تجاهل التحذيرات السابقة وسوء تفسير المعلومات الاستخباراتية داخل الأجهزة الإسرائيلية، مع اعترافه بالمسؤولية الشخصية عن الإخفاقات التي ما زال يحملها حتى اليوم.

وأوضح هاليفي أن سياسة السماح لحركة حماس بإدارة الحياة المدنية في غزة وتلقي التمويل الخارجي كانت قرارا استراتيجيا خاطئا، حيث استخدمت جماعات أخرى الأموال لبناء قوتها العسكرية، ما أعطى انطباعا خاطئا بأن التركيز كان على المدنيين وليس العمليات المسلحة.

وأشار إلى أن جزءا من التقييم الخاطئ شمل حركة الجهاد الإسلامي، مؤكدا أن الحرب على غزة عام 2021، رغم نجاحها بحسب القيادة الإسرائيلية، كانت نقطة تحول لصالح الوضع في القطاع بالنسبة لحماس.

وتحدث هاليفي عن تحذيرات استخباراتية صدرت قبل 7 أكتوبر، لكنه أقر بأن الجيش اعتقد أن حماس تميل لتجنب الصراع، رغم وجود مؤشرات واضحة تستحق القلق. كما روى تفاصيل صباح الهجوم، من تلقيه مكالمة عند الساعة الثالثة صباحا حول "علامات مريبة"، إلى بدء الهجوم الفعلي الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي وأخذ 251 رهينة إلى غزة.

وأكد هاليفي أمام هيئة الأركان أنه يتحمل المسؤولية الشاملة عن الإخفاقات، ورفض نظرية المؤامرة القائلة بأن بعض المسؤولين كانوا على علم بالهجوم وسمحوا به، موضحا أن هذه الأخطاء كانت نتيجة سوء تقدير وليس تعمدا.

واستقال هاليفي في يناير 2024، ليصبح أول رئيس أركان إسرائيلي يستقيل قبل إتمام مدة ولايته منذ 17 عاما، مؤكدا تحمله مسؤولية إخفاقات الجيش وإنجازاته منذ ذلك الحين، معبرا عن أمله في ألا يكون هناك حاجة لهذه الإنجازات لو لم تقع الكوارث السابقة.