العالم
”أورتاسون” يعلن عن مؤتمر دولي لمناقشة التعافي الثقافي في فلسطين
شارك وزير الثقافة الاسباني، إرنست أورتاسون، في اجتماع مجلس وزراء التعليم والشباب والثقافة والرياضة في الاتحاد الأوروبي، المنعقد في بروكسل. وبناءً على اقتراح من وزارة الثقافة الإسبانية، أُضيف بندان إلى جدول الأعمال.
من جهة أخرى، أعلن أورتاسون أن وزارة الثقافة ستعقد مؤتمرًا دوليًا لحماية وتعافي القطاع الثقافي والتراث في فلسطين في أبريل المقبل في إسبانيا. سيُنظَّم هذا المؤتمر بالتعاون مع وزارة الثقافة في السلطة الوطنية الفلسطينية.
يهدف هذا الاجتماع إلى إنشاء منتدى دولي لتحليل الوضع الراهن، وإطلاق دعوة للعمل من أجل حماية واستعادة القطاع الثقافي والتراث في فلسطين.
علاوة على ذلك، سيجمع هذا الحدث خبراء ومنظمات دولية وممثلين عن المجتمع المدني من إسبانيا وأوروبا. سيُتيح ذلك تحديد الأولويات، وسبل التمويل، ونماذج التعاون، بالإضافة إلى تخصيص الالتزامات والموارد.
خلال كلمته، صرّح وزير الثقافة، إرنست أورتاسون، بأن "هشاشة وقف إطلاق النار في فلسطين، وخطر عدم تحقيق أي اتفاق سلام مستقبلي لحل عادل للشعب الفلسطيني، يُثير قلقنا بشكل خاص. أولًا، بسبب حياة الضحايا المباشرين لهذا الصراع. وثانيًا، بسبب تدمير ثقافتهم وأسلوب حياتهم، وبالتالي هويتهم".
لأول مرة، وبناءً على طلب إسبانيا، يناقش مجلس وزراء الثقافة في الاتحاد الأوروبي إعادة إعمار التراث الفلسطيني. خلال الاجتماع، طلب إرنست أورتاسون دعم دول الاتحاد الأوروبي الأخرى لبناء تحالف لإعادة إعمار فلسطين، على غرار التحالف الذي أُنشئ لإعادة إعمار أوكرانيا.
مبادرات لدعم فلسطين
تُواصل هذه المبادرة دعم وزارة الثقافة لفلسطين. في 15 نوفمبر/تشرين الثاني، وافق مجلس الوزراء على مساهمة قدرها 200,000 يورو لصندوق اليونسكو لإعادة إعمار غزة.
كما أطلقت وزارة الثقافة عدة مبادرات بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، لدعم غزة وإدانة الإبادة الجماعية الإسرائيلية. ومن بين هذه المبادرات، استضاف متحف تيسين-بورنيميزا الوطني والمتحف الوطني للأنثروبولوجيا معرض "غزة بعيونهم"، وهو معرض يضم صورًا التقطها مصورون صحفيون تابعون للأونروا، والذين يوثقون الحياة في قطاع غزة تحت الحصار الإسرائيلي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. ولا يزال المعرض معروضًا في المتحف الوطني للأنثروبولوجيا.
من جانبها، نظمت وزارة الثقافة والمعهد الوطني للفنون الأدائية والموسيقى عرضًا خيريًا لعرض الباليه الوطني "أفانادور" في يوليو الماضي. وتبرعت وزارة الثقافة بجميع عائدات العرض لبرامج الطوارئ التابعة للأونروا، التي تواصل تقديم الخدمات الأساسية في غزة.
علاوة على ذلك، روّجت وزارة الثقافة والسفارة الفلسطينية في إسبانيا لبرنامج "الثقافة من أجل السلام"، وهو برنامج متعدد التخصصات للأنشطة الثقافية عُقد بين مارس ومايو من العام الماضي، بهدف تعزيز التعاون بين البلدين في مجالي الثقافة والفن.
كما تُساهم وزارة الثقافة بمبلغ 100,000 يورو سنويًا لبرنامج TEJA، وهو شبكة تضامن ثقافي دولية تُقدم الدعم للفنانين والعاملين في المجال الثقافي في حالات الطوارئ. ومن خلال هذا الدعم، يسافر الفنانون الفلسطينيون إلى إسبانيا للإقامة الفنية.
لوائح الذكاء الاصطناعي
ومن النقاط الأخرى التي طُرحت، بناءً على طلب إسبانيا، خلال اجتماع مجلس وزراء الثقافة الأوروبيين، اللوائح المنظمة للذكاء الاصطناعي.
بعد موافقة الاتحاد الأوروبي على مدونة الممارسات الجيدة للذكاء الاصطناعي والقوالب، حثت شركة أورتاسون على تطبيق قانون حقوق النشر الأوروبي على جميع نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية العاملة في السوق الأوروبية الموحدة، لأن هذه مسألة تتعلق بالسيادة الصناعية والقانونية.
هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يعمل وفق معايير الشفافية والموافقة والأجر العادل إذا استخدم أعمالًا محمية بحقوق الطبع والنشر في تدريباته.
وفي هذا الصدد، أكد أورتاسون على ضرورة وضع صك قانوني خاص على مستوى الاتحاد الأوروبي لضمان حقوق القطاع الثقافي فيما يتعلق باستخدام أعماله في تدريبات الذكاء الاصطناعي، ولجعل استخدام المصادر أكثر شفافية. وصرح وزير الثقافة خلال كلمته: "بحماية ثقافتنا، نحمي إبداعنا وتنوعنا، وحرية التعبير، وديمقراطياتنا بحد ذاتها".