تقارير وتحقيقات
الجيزة تبدأ ثورة تنظيم النقل داخل الأحياء.. استبدال «التوك توك» بسيارات حضارية بدعم مالي وتقسيط ميسر
تشهد محافظة الجيزة تحولات كبيرة في قطاع النقل الخدمي داخل الأحياء الشعبية والمناطق السكنية، بعدما أعلنت رسميًا إطلاق منظومة إحلال مركبات «التوك توك» بسيارات حضارية صغيرة، في خطوة تستهدف معالجة واحدة من أكثر الملفات تعقيدًا على الطرق المصرية خلال السنوات الأخيرة.
وتأتي المبادرة بعد سنوات من تفشي التوك توك داخل الشوارع الضيقة والأحياء المكتظة، بوصفه حلًا بديلًا للمواصلات، قبل أن يتحول إلى مصدر للفوضى المرورية وغياب الالتزام بالمسارات وتزايد المخالفات. واليوم تفتح المحافظة صفحة جديدة عبر منظومة متكاملة تمنح السائقين فرصة للانتقال إلى مركبات أكثر أمانًا وتنظيمًا، مع توفير دعم مالي وبرامج تمويل ميسرة تحفظ مصدر رزقهم دون أعباء إضافية.
ولا تقتصر المبادرة على استبدال وسيلة بأخرى، بل تعكس نقلة حضارية لتنظيم النقل الصغير، ودعم الاقتصاد المحلي، وتحسين المظهر العام للشوارع والميادين، ودمج السائقين داخل إطار قانوني منظم.
بدائل شراء وتمويل مرنة:
أتاحت المحافظة عدة خيارات للانضمام إلى المنظومة، من بينها الشراء النقدي بقيمة تقارب 200 ألف جنيه، أو التقسيط البنكي. كما يتم إدخال التوك توك القديم ضمن التقييم المالي لخفض الأقساط الشهرية على المستفيدين.
وتعتمد المنظومة على شراكات مع البنوك الوطنية، وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وبرنامج «مشروعك»، إلى جانب شركات تمويل، لتيسير الإجراءات وتخفيف الأعباء. ويُسمح بسداد فروق الأسعار على أقساط شهرية ميسرة بعد تقييم التوك توك المستعمل.
خطوات التقديم والانضمام:
تنطلق المرحلة الأولى في أحياء الهرم والعجوزة، ومدينتي 6 أكتوبر وحدائق أكتوبر. ويتقدم مالك التوك توك بطلب داخل المركز التكنولوجي التابع للحي، ثم يُحال الطلب بعد التحقق من الملكية إلى الشركات الموردة لتقييم المركبة. ويستكمل السائق إجراءات الترخيص بإدارة المرور، ثم يعود للحي لاستخراج ملف المركبة وخط سيرها.
وتشمل الحوافز دعمًا مباشرًا بقيمة 10 آلاف جنيه «كاش باك» وألف جنيه مساهمة في رسوم الترخيص.
وأكدت المحافظة أن الانضمام اختياري، إلا في حال مخالفة قواعد السير على الطرق الرئيسية؛ حيث يُتحفظ على التوك توك لحين الاستبدال.
تعريفة الركوب:
حددت الجيزة أجرة الركوب للسيارة الحضارية الجديدة عند 15 جنيهًا، كتعريفة وسطية بين التوك توك والميكروباص، تراعي مصلحة المواطنين وتضمن دخلًا متزنًا للسائق.
مستقبل أكثر أمانًا وتنظيمًا:
تهدف المنظومة إلى تحسين السيولة المرورية والحد من العشوائية، ورفع معدلات الأمان داخل الأحياء السكنية، وخلق وسيلة نقل حضارية ترفع جودة الحياة. كما تسهم في دمج آلاف السائقين تحت مظلة رسمية واقتصادية منظمة مع الحفاظ على نشاطهم.
وبدعم مالي مباشر وتسهيلات بنكية متعددة، تمثل المبادرة فرصة حقيقية لانتقال حضاري يعيد الانضباط للشارع المصري ويحسن تجربة المواطن اليومية في التنقل.