العالم
رئيس الحكومة الاسبانية يدعو إلى ميزانيات أوروبية طموحة تصل إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي
شارك رئيس الحكومة الاسبانية، بيدرو سانشيز، في اجتماع المجلس الأوروبي، حيث ناقش رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء الـ 27، إلى جانب رئيس المجلس الأوروبي ورئيس المفوضية الأوروبية، قضايا رئيسية لمستقبل الاتحاد. أكد الرئيس سانشيز على ضرورة العمل بوحدة وتماسك وعزم لتعزيز المشروع الأوروبي في سياق دولي معقد.
وكان تمويل أوكرانيا من بين القضايا المحورية في اجتماع المجلس. وقد أعلن رئيس الوزراء عن الاتفاق الذي توصلت إليه الدول الأعضاء الـ 27، والذي بموجبه سيقدم الاتحاد الأوروبي قرضًا عاجلًا وفوريًا بقيمة 90 مليار يورو لمدة عامين، ممولًا من خلال دين مشترك ومضمونًا من الميزانية الأوروبية. وفي هذا السياق، أكد بيدرو سانشيز أنه بالإضافة إلى آلية الطوارئ هذه، وافق المجلس مؤخرًا على القرار التاريخي بتجميد الأصول الروسية بشكل دائم، وأن العمل سيستمر على تنفيذ قرض التعويضات هذا استنادًا إلى ذلك القرار.
كما التقى رئيس الوزراء بالرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على هامش اجتماع المجلس، مجددًا التزام إسبانيا والاتحاد الأوروبي بمواصلة تقديم الدعم المالي لأوكرانيا، "لأسباب أخلاقية ولأن القانون الدولي يدعم هذا القرار".

اجتماع بين بيدرو سانشيز ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي
ناقش القادة الـ 27 أيضًا الإطار المالي متعدد السنوات، وهو ميزانية الاتحاد الأوروبي للفترة 2028-2034. ودعا رئيس الوزراء إلى ميزانيات أوروبية طموحة، تصل إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء، مؤكدًا على تأثيرها المباشر على مصالح المواطنين. ولذلك، شدد على ضرورة تزويد الاتحاد بالموارد اللازمة لتطوير الخدمات العامة الأوروبية، وتعزيز الابتكار، وقيادة التحول الأخضر والرقمي، وتقوية التماسك الاجتماعي والإقليمي، ودعم القطاع الاجتماعي من خلال سياسة الإسكان.
وكان الاقتصاد والتنافسية موضوعًا آخر تناوله القادة. دافع بيدرو سانشيز عن أهمية اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي وميركوسور، التي ستُنشئ أكبر منطقة تجارة حرة في العالم، باعتبارها وسيلة لتحقيق الازدهار والنمو الاقتصادي. في هذا السياق، دعا رئيس الوزراء الأوروبي، بيدرو سانشيز، الدول الأعضاء إلى "التفكير في أوروبا، والالتزام بأوروبا منفتحة، وبالفرص التي تتيحها للشركات، ولا سيما الشركات الصغيرة والمتوسطة".
ودافع سانشيز عن استمرار الصفقة الخضراء الأوروبية، التي تُعدّ عنصرًا أساسيًا في القدرة التنافسية الأوروبية، وحثّ على مواصلة الريادة في مكافحة تغير المناخ.

رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يتحدث مع قادة أوروبيين خلال إحدى جلسات عمل المجلس
كما أشار إلى أن استنتاجات المجلس، بمبادرة من إسبانيا، تتضمن الدفع نحو "صفقة جديدة للبحر الأبيض المتوسط" ووضع استراتيجية لمنطقة الأطلسي الكبرى.
أكد ممثل إسبانيا أن استنتاجات المجلس تتضمن الدعوة إلى ميثاق جديد للبحر الأبيض المتوسط، ووضع استراتيجية لمنطقة المحيط الأطلسي الكبرى. وستعزز هذه المبادرة، التي تروج لها إسبانيا وفرنسا والبرتغال وأيرلندا، التكامل على ساحل المحيط الأطلسي، وتُحقق أوجه تآزر مالي لتحسين البنية التحتية والربط والاتصالات، من بين أمور أخرى.
وفيما يتعلق بفلسطين، أكد بيدرو سانشيز على ضرورة مشاركة الاتحاد الأوروبي الفعّالة في دعم السلام، ومشاركة السلطة الفلسطينية في هذه العملية. كما أدان التوسع الاستيطاني غير الشرعي في الضفة الغربية، ودعا إلى إيصال المساعدات الإنسانية بشكل سريع وكبير.
وأخيرًا، سلط بيدرو سانشيز الضوء على النقاش الذي دار في المجلس، بناءً على طلب إسبانيا، حول أهمية مكافحة التضليل الإعلامي وتأثير الشركات التكنولوجية الكبرى على العمليات الديمقراطية. وفي هذا السياق، دافع عن مبدأ "السيادة الرقمية الأوروبية غير قابلة للنقاش"، وحث على تفعيل صلاحيات أوروبا السيادية لمحاسبة المنصات الإلكترونية، وضمان مساحات آمنة لتدفق المعلومات.