«الغار الحلبي».. الصابون الأقدم في العالم.. قصة عمرها 4000 عام

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وحدات ”سكن لكل المصريين” بعددٍ من المدن الجديدة وزير الصحة يؤكد اهتمام الدولة بتنشيط السياحة العلاجية رئيس هيئة الرعاية الصحية يشهد توقيع بروتوكول بين الهيئة وشركة ”إنجيج كونسلتينج” للاستشارات وزير الخارجية يلتقي عددا من السياسيين وممثلي المجتمع المدني السوداني خلال زيارته لبورسودان مصرع شخص وإصابة أخرين أثر سقوط سقف مسجد تحت الإنشاء وزير الدولة للإنتاج الحربي يتفقد (مصنع 99 الحربي) لدعم الإنتاج العسكري التلفزيون السوري: انفجار سيارة جراء عدوان إسرائيلي على طريق مطار دمشق الدولي وزير خارجية مالي: نرغب في الاستفادة من خبرات معهد الدراسات الدبلوماسية لنقل التجربة المصرية لباماكو الإفتاء: الرقية بالقرآن الكريم جائزة من كل مرض وزير الإسكان يتفقد مصنع المحركات بالهيئة العربية للتصنيع ”الإسكان”: استكمال حملات إزالة الإشغالات وغلق الأنشطة المخالفة بمدن السادات و15 مايو والعاشر من رمضان الشباب والرياضة تواصل فعاليات الدورة رقم ٢٣ من الأزمات والتفاوض بالأكاديمية العسكرية

مقالات

«الغار الحلبي».. الصابون الأقدم في العالم.. قصة عمرها 4000 عام

صابون الغار "الحلبي"
صابون الغار "الحلبي"

يرتبط صابون الغار منذ أربعة آلاف سنة بمدينة حلب العريقة والشهيرة بمنتجاتها وصناعاتها التقليدية التي أكسبتها سمعة مميزة تفوقت بها على الكثير من المدن العربية والعالمية في هذا المجال.

ويتفوق الحلبيون بصناعة صابون الغار حيث تعمل بهذه الحرفة عائلات اشتهرت بها مثل (فنصة، زنابيلي، الحلاق، قداح وغيرها..) لترتبط أسماء هذه العائلات بأصناف الصابون في الأسواق مع مرور الزمن مقدمةً للسوق أجود أنواع الصابون على الإطلاق ومعه فوائد متعددة لجسم الإنسان وشعر الرأس لاحتوائه على زيت الزيتون.

خلال السنوات الماضية، تعرض التاريخ العريق لصابون الغار الحلبي لتهديد مباشر جراء إغلاق مصانعه بعد سيطرة التنظيمات الارهابية على أحياء حلب الشرقية، ما تسبب بتراجع خطير في الإنتاج الذي يتم تصديره إلى مختلف أسواق العالم، بالتزامن مع هجرة الخبرات إلى بلدان أخرى كتركيا ودول شمال إفريقية حيث تنتشر زراعة الزيتون التي تعد أساس هذه الصناعة.

يقول "طلال أنيس" أحد مصنّعي "الغار الحلبي": إن عمليات إنتاج صابون الغار بدأت لهذا الموسم الذي يتميز عن بقية المواسم بالتحسن اللافت وخاصة بعد استقرار الأوضاع في المدينة مقارنة بالسنوات القليلة الماضية مع عودة الحياة الطبيعة للسكان كسابق عهدها، بالإضافة لتحرك عجلة الإنتاج.

أنيس تحدث عن أسرار ومراحل صناعة صابون الغار موضحا: "أنه وبعد عمليات قطاف الزيتون والحصول على الزيت يتم غلي زيت الزيتون مع المياه ومع "الصودا كوستيك"، وبعد يومين يتم ضخ المزيج على أرضية واسعة جدا وينتظر العاملون حتى مرحلة جفاف جزئي قبل الانتقال بعد ذلك لعملية تقطيع الصابون إلى خطوط متقاطعة بالطول والعرض لتشكل ألواحا يتم ترتيبها وبيعها بعد وضع الختم الخاص بالمصنع على كل لوح صابون".

ويتابع حديثه: "يوضع الصابون على شكل هرم وتسمى هذه الطريقة بـ (البيبار) ضمن فراغات معينة لضمان تهوية جيدة للصابون، ويعمل بعدها على التجفيف لمدة من الوقت بين 6 إلى 9 أشهر، وبعدها يصبح جاهزا للتسويق".

ويوضح أنيس أن منتجات صابون الغار الحلبي غزت أسواقا دولية منها أوروبية، وبكميات كبيرة كانت تصدر إلى خارج سوريا قبل الحرب فلاقت الكثير من الترحيب والإعجاب، فيما يزداد الطلب على هذا المنتج الذي نفتخر بحلب بأنه صناعة وطنية سورية بامتياز.

ويعود تاريخ صناعة صابون الغار في حلب إلى ما قبل 2000 عام قبل الميلاد، ولم تتغير طريقة صناعته كثيرا منذ ذلك الحين، حيث لا تزال تحافظ على طريقة الإنتاج التقليدي الشبه يدوية مع بعض التطور مع مرور الزمن .