مقالات
«صفقة القرن» تُباع وتُشرى في سوق النخاسة !!
بقلم / د . عبد الحميد العيلةالمد والجزر هو من يحرك قضية صفقة القرن الذي بدأ الحديث عنها منذ أكثر من عام من قبل "رجل الأعمال" الرئيس الأمريكي ترامب! ولجهله بالسياسة ونجاحه بالمال إعتقد أن الشعب الفلسطيني سيبيع القدس وأجزاء من الضفة ببضع مليارات من الدولارات! ووضع خطته اللعينة الذي بدأ فيها بتحويل سفارته للقدس والإعتراف بها عاصمة موحدة للكيان الصهيوني .
ثم بدأ في وقف كل المساعدات المقدمه للشعب الفلسطيني وآخطرها.. وقف الدعم عن وكالة الغوث الدولية التابعة للأمم المتحدة لتجويع الشعب الفلسطيني كي يرفع الراية موافقاً على صفقة القرن، وليعلم ترامب أن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته السياسية والمدنية لن يسمح بمرور هذه الصفقة ولن يجرؤ كان من كان في السلطة الفلسطينية أن يتنازل عن القدس والأغوار واللاجئين لأنها خطوط حمراء الإقتراب منها يودي للهلاك.
لكن دعونا نفكر ونحلل سوياً لماذا تم تأجيل الإعلان عن هذه الصفقة عدة مرات ؟!! وآخرها كان بعد الإنتخابات الإسرائيلية ثم عُدلت الآن لبعد شهر رمضان وستعدل لما بعد عيد الأضحى !! .. فهل هذا التأجيل والمماطلة تكتيكي أم إستراتيجي ؟ فإن كان تكتيكي فهو يلعب بالوقت والمماطله وإعطاء إسرائيل الضوء الأخضر للإنقضاض على ما تبقى من الأرض الفلسطينية في القدس والضفة الغربية وبناء المستوطنات فيها والسلطة الفلسطينية في نوم عميق تفكر فقط في صفقة القرن وكيفية الرد عليها رغم أنها تنفذ على الأرض وسلطتنا تردد نحن قاعدون ويا جبل ما يهزك ريح .
للحق .. شبعنا وتشبعنا من الشعارات التي كان لها بريق ولمعان في وقت ما، والثورة في قمة غليانها، لكن نكررها الآن والشعب الفلسطيني أصبح شيعاً وأحزاب منقسماً على نفسه يجب أن نصحوا من غفلتنا وكفانا الظهور على الشاشات نندب ونستعطف الآخرين لدعمنا بالمال .
أصبح المال جل همنا " وأي ياخوفي من آخر المشوار " أن ننحني للمال وقبول هذه الصفقة، وإن كان التأجيل إستراتيجي كما يتوقع بعض المحللين السياسين يحاول ترامب من خلال صهره كوشنير الإسرائيلي إرساله للزعماء العرب، والضغط عليهم بقبول هذه الصفقة والضغط على الشعب الفلسطيني من خلالهم للموافقة عليها، لكنه حتى الآن لم يستطيع إختراق أي دولة عربية للموافقة على هذه الصفقة ويكفي أن ترد مصر عبر رئيسها السيسي وفي عقر دار ترامب في البيت الأبيض أن سيناء أرض مصرية ليست للبيع أو المساومة وذلك بعد أن طلب ترامب توسيع غزة بجزء من سيناء.
فالباب مقفول أمام ترامب الذي بات بين قوسين أو أدنى من مغادرة البيت الأبيض وفشله بعد أن أظهرت نتائج الإستطلاع ذلك .
لكن الأهم نحن الشعب الفلسطيني كيف نتصدى لمخطط نتنياهو ترامب ونحن في أسوأ حال ؟ وهنا يجب على قيادة السلطة في رام الله إعادة الوحدة الوطنية وعلاج آثار الإنقسام المدمر، فإذا بقي الحال هكذا فأنتم من سيتحمل ضياع هذا الوطن والتاريخ لن يرحم وسيسجل بصفحات سوداء كل من يقف في وجه المصالحة الوطنية .