شئون عربية
السياسي السوري «حسام طالب»: مصر لا تريد عودة العلاقات السورية بشكل أحادي
أجري الحوار / حسين الميرفي لقاء خاص مع الكاتب والمحلل السياسي السوري/ حسام طالب كان لـ "الدفاع العربي" هذا الحوار حول مستقبل العلاقات المصرية السورية :
كل من يتابع المشهد السوري ، يرى أن بعض الدول العربية تقوم بالتواصل مع الدولة السورية بشكل مباشر ، هل يمكننا القول أنا الدول العربية بدأت بالعودة إلى دمشق .؟
بالتأكيد كل المتابعين يلاحظون أنه بعد عودة العلاقات مع الأردن بشكل كامل وفتح الحدود بات الانفتاح العربي على سوريا أمر واقع توج بزيارة وزير خارجية دولة الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد إلى دمشق, أيضا تصريحات الرئيس تبون الأخيرة التي شدد فيها على ضرورة عودة سوريا لشغل مقعدها بجامعة الدول العربية التي ستعقد في شهر آذار القادم في الجزائر والتي ستكون قمة لم الشمل, بمعنى أننا أمام مرحلة جديدة من العلاقات العربية العربية وخصوصاً مع سوريا .
رغم كل الجفاء من بعض الدول العربية ،كنا نرى بعض اللقاءات وخاصة الأمنية بين القاهرة ودمشق، كيف تصف العلاقة بين القاهرة ودمشق وخاصة بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي منصب الرئاسة في مصر .؟
العلاقات السورية المصرية لم تنقطع بشكل كامل خلال سنوات الحرب بستثناء مرحلة الإخوان, إذاً التنسيق الأمني بين سوريا ومصر قائم ومستمر في مجال مكافحة الإرهاب الذي يهدد البلدين الشقيفين وتصريحات الرئيس السيسي ووزير خارجية مصر مشجعة وداعمة لوحدة وسيادة الجمهورية العربية السورية مع نشاط مصري ملحوظ لعودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية .
برأيك هل يمكن أن تلعب مصر دورا مهما في تقارب العلاقات مع بعض الدول العربية التي تعاملت بشكل سلبي مع الأزمة السورية؟ وكيف سوف يكون هذا الدور إن حصل .؟
الدور المصري مهم على المستوى العربي والإقليمي في تحقيق الاستقرار في المنطقة ومكافحة الآرهاب لما تتمتع به مصر من مكانة كبيرة وهامة , كما أن الدور المصري بدا فاعل في عودة العلاقات العربية مع سوريا, وسيكون دور داعم ومساعد في وحدة واستقرار سوريا وعودة التنسيق العربي لتحييد أطماع التركي التي تهدد أمن المنطقة من ليبيا لسوريا ومصر من خلال دعم جماعة الإخوان .
متى يمكننا القول أن العلاقة بين القاهرة ودمشق عادت إلى سابق عهدها؟ وهل اتفاق تأهيل خط الغاز العربي الذي يمر عبر سوريا يمكن أن يساهم في تسريع العجلة بذلك .؟
بالتأكيد خط الغاز العربي أحد عوامل عودة العلاقات, لكن علينا فهم تكتيك السياسة المصرية بعودة العلاقات, ومصر لا تريد عودة العلاقات مع سوريا بشكل أُحادي, لأن هذا الأمر سيؤخر عودة العلاقات بشكل كامل بين سوريا والدول العربية, لذلك تقود مشاورات موسعة لعودة شاملة للعلاقات وبشكل جماعي بما يحقق لم شمل عربي متكامل .
كيف ترون الموقف المصري من تواجد قوات الإحتلال التركي في الشمال السوري وخصوصاً في محافظة إدلب .؟
موقف مصر واضح من الاحتلال التركي وهو مرفوض كلياً وليس له مبررات عند الشقيق المصري , ومن أحد الشروط المصرية لعودة علاقاتها مع تركيا الانسحاب من سوريا وليبيا, وهذا الموقف ينطبق على الاحتلال التركي لكل جزء من سوريا وليس فقط في إدلب .
والتصريحات المصرية تقول أن الاحتلال التركي لأجزاء من سوريا يسبب فوضى وتهديد أمن الدول العربية .
هل سنرى موقفاً مصرياً أشد حزماً تجاه الإحتلال التركي الداعم للمجموعات الإرهابية المسلحة في الشمال السوري وخصوصاً بعد التقارب العربي الجديد .؟
مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي واضحة برفض الاحتلال التركي الداعم للإرهاب في سوريا وليبيا وصلت لحد الصدام في ليبيا , ولهذا سيكون لمصر دور كبير في مواجهة المشروع التركي ولجمه بالتنسيق مع سوريا .
إلى متى ستظل العلاقات المصرية السورية في حالة فتور .؟
لا يوجد فتور بالعلاقة السورية المصرية فالتنسيق الأمني بين الدولتين والتبادل التجاري وحركة الطيران وأيضاً لقاء نيويورك الذي جمع وزراء خارجية مصر وسوريا يوضح أن العلاقة قائمة وستتطور خلال الفترة القادمة .